أزهري يوضح معنى قول النبي “قوم يخضبون في آخر الزمان بالسواد لا يريحون رائحة الجنة”
ما معنى قول النبي “قوم يخضبون في آخر الزمان بالسواد لا يريحون رائحة الجنة؟” سؤال ورد إلى موقع مصراوي وتم طرحه على الدكتور أبو اليزيد سلامة، الباحث الشرعي في مشيخة الأزهر الشريف، الذي أوضح بأن الحديث أخرجه أبو داود بسند جيد عن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (يَكُونُ قَوْمٌ يَخْضِبُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ بِالسَّوَادِ، كَحَوَاصِلِ الْحَمَامِ، لَا يَرِيحُونَ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ). إلا أنه اختلف في رفعه ووقفه.
وأضاف أبو اليزيد سلامة أن معنى (يَخْضِبُونَ): أي يغيرون لون الشعر الأبيض من بياض الشيب الموجود في الرأس واللحية (بِالسَّوَادِ): أي باللون الأسود.
ومعني (كَحَوَاصِلِ الْحَمَامِ): يقصد صدورها فإنها سوداء في الغالب وأصل الحوصلة المعدة والمقصود هنا صدره الأسود.
وكشف الباحث الشرعي أنه لا شك أن مرور الزمن له أثره على جسد الإنسان ومن ذلك تغيير لون الشعر إلى اللون الأبيض وأول من شاب إبراهيم عليه والسلام، رواه ابن أبي شيبة في المصنف عن مالك بن أيمن، والإمام مالك في الموطأ، والبخاري في الأدب المفرد بسند صحيح عن سعيد بن المسيب.
وبين أبو اليزيد سلامة، فقيل إن إبراهيم قال: يا رب ما هذا؟ فقال تعالى: هذا وقارك، فقال إبراهيم عليه السلام: رب زدني وقارا، فمَا برح حتى ابيضت لحيته الشريفة، وروي عن علي رضي الله عنه قال: كان الرجل يبلغ الهرم ولم يشب، وكان في القوم والد وولد فلا يعرف الابن من الأبُّ، فقال إبراهيم عليه السلام: يا رب اجعل لي شيئا أعرف به، فأصبح رأسه ولحيته أبيضين أزهرين أنورين.
وأكد الباحث الشرعي أن الفقهاء اتفقوا على استحباب تغيير شيب الشعر للمرأة والرجل بلون غير الأسود يمكن بالحناء أو شئ من هذا القبيل، وأما التغيير بالسواد فأكثر العلماء على النهي عنه؛ لورد النهي عن ذلك في السُّنة، فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : “أُتِيَ بِأَبِي قُحَافَةَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ ، وَرَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ كَالثَّغَامَةِ بَيَاضًا ،فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (غَيِّرُوا هَذَا بشيء، وَاجْتَنِبُوا السَّوَادَ) [أخرجه مسلم].
واتفق جمهور العلماء على أن الاختضاب بالسّواد مكروه فقط هذا مذهب الحنابلة والمالكيّة والحنفيّة – ما عدا أبا يُوسُف –، وذهب جماعة من العلماء إلى تحريم تغيير شيب الشعر إلى اللون الأسود.